تنبيه

عزيزي الزائر يتوجب عليك تسجيل الدخول من قائمة أشتراك قبل البدء بالتعليق....مع تحيات الادارة

فوائد وأضرار استخدام تطبيقات الهندسة الوراثية

المقـدمـة:

الهنـدسة الوراثيـة (Genetic Engineering) علـم يهتـم بدراسة التركيـب الوراثي للمخلوقات الحية, من نبات وحيـوان وإنسـان, بهدف معرفة السُّنن (القـوانين) التي تتحكم بالصفات الوراثية لهذه المخلوقات, على أمل التدخل في تلـك الصفات تدخلاً إيجابياً, وتعديلها أو إصلاح العيوب التي تطرأ عليها.
وبما أن الهندسة الوراثية تعني التدخل المباشر بالتركيبة الفطرية للمخلوقات الحية, فإن هذا التدخل يثير عدداً من الأسئلة والتحفظات الفقهية والعلمية, فبعض الفقهاء يعتبرونه تغييراً في الخَلْق منهياً عنه شرعاً, وبعض علماء البيولوجيا يخشون من نتائجه المحتملة التي قد تهدد الحياة كلها علي سطح الأرض. ونحن في هذه المقالة نحاول مقاربة هذه الإشكاليات ولاسيما الفقهية منها
.


 ايجابيات استخدام تطبيقات الهندسة الوراثية :

للقضاء على التلوث الناجم بعد انفجار آبار البترول من جراء حرب الخليج ثم تطبيق نوع من معين من التقنيات الحيوية المعروفة بالمعالجة البيولوجية (Bioremediation) حيث استعملت كائنات دقيقة التي تقوم طبيعيا بتحليل المخلفات العضوية التقليدية لهذا الغرض ولكن هناك أنواع كثيرة من المخلفات الحديثة كمادة البلاستيك والتي لا تستطيع هذه الكائنات التخلص منها فمن هذا المنطلق بدأ العلماء بتطويرها لتصبح أكثر فاعلية وذات قدرات لم تكن تملكها سابقا للتخلص من أنواع مختلفة من المخلفات الخطرة.

هذه الطريقة أيضا تستخدم لإنتاج نباتات مقاومة للآفات الزراعية .

من ايجابيات الهندسة الوراثية للبيئة هي حماية الكائنات المنقرضة فهناك العشرات من الكائنات تنقرض يوميا على وجه الأرض خاصة في مناطق الغابات المطيرة. وباستخدام هذه العلوم فانه بالإمكان حماية هذه الكائنات من الانقراض وتشير بعض التجارب بإمكانية استرجاع كائنات منقرضة .

ففي المجال الطبي تم صنع وتعديل التطعيمات بحيث تكون خالية من أي آثار جانبية للإنسان والناجمة من التطعيمات المستخدمة تقليديا و في علاج الأمراض الوراثية كالكريات المنجلية .

وعليه تعتبر علوم الهندسة الوراثية أساس طب الألفية الثالثة لأنها تحمل في طياتها تذليل معضلات طبية ابتدءاً من الأمراض الوراثية " مثل : السكر وضغط الدم وتصلب الشرايين والسرطان" وأمراض القلب وأمراض المناعة الذاتية مثل : الذئبة الحمراء وغيرها من الأمراض العصبية التي تصيب المخ والأعصاب …..... وتذلل هذه العلوم تصنيع الهرمونات والبروتينات التي لا يمكن الحصول عليها من الطبيعة " مثل : هرمون النمو والأنسولين الآدمي وعوامل تجلط الدم …" وغير ذلك من الأدوية والمواد اللازمة لعلاج الأمراض فتولد لنا الصيدليات البيولوجية المتنقلة .

إن جواز البحث في الهندسة الوراثية، وجواز الاستفادة من تطبيقاتها العلاجية, يجب ألا ينسينا المحاذير العديدة التي قد تنجم عنها, والتي ما فتئ العلماء المختصون يحذرون منها ومن آثارها الخطيرة التي قد تتعذر السيطرة عليها, ومن تلك المحاذير نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

إن الهنـدسة الوراثية قـد تسفــر عــن تولـيـد ســلالات (2)(Races) جديدة من المخلوقات الحية, وهذه السلالات يمكن أن تُشكِّل خطراً على التوازن الحيوي في الأرض,أو أن تكون سبباً لانتقال بعض الأمراض الخطيرة إلى الإنسان إذا ما زُرعت فيه أعضاء حيوانية معدَّلة وراثياً, كما أن النباتات والأغذية المعدلة وراثياً قد تشكل خطراً على صحة الإنسان, ففي شهر فبراير من عام 1999م صوَّت المجلس الأوروبي للشؤون الطبية بالإجماع على تحريم ووقف تجارب واختبارات زراعة أعضاء الحيوانات المعدَّلة وراثياً في الإنسان, بعد نشر العديد من التقارير العلمية التي تفيد بأن الأنسجة الحيوانية لبعض الحيوانات (الخنزير بخاصة) تحتوي على فيروسات مندمجة مع المادة الوراثية, مما أثار مخاوف العلماء من انتقال هذه العوامل إلى الإنسان, وحدوث أوبئة عالمية تتعذر السيطرة عليها, كما أن البروفيسور أرباد بوزتاي من جامعة كامبردج البريطانية نشر في شهر يوليو من عام 1998 بحثاً مستفيضاً كشف فيه أن فئران التجارب التي غذيت على البطاطس المنتجة بالهندسة الوراثية لمدة عشرة أيام قد أصيبت بضعف واضح في جهاز المناعة, مع أضرار متفاوتة في بقية أجهزة الجسم(3).

صعوبة التنبؤ بنتائج التجارب التي تجرى في حقل الهندسة الوراثية وانعكاساتها على الأجيال القادمة, وعلى الرغم من (أن هذه التجارب بسيطة في الوقت الحاضر, فإنها يمكن أن تُهَدِّد حريَّة الإنسان ووجوده في المستقبل, لأنها تسعى إلى السَّيطرة على مورِّثات الإنسان والتَّحَكُّم فيها مما يعني أنها ستسيطر على إرادته وقد تهدد وجوده الإنساني)(4).

إن الأخطاء التي قد تنجم عن الهندسة الوراثية هي أخطاء غير عكوسة (Irreversible) أي أنه لا يمكن تصحيحها لو حدثت, وهذا ما يستدعي المزيد من الحذر والحيطة قبل إجراء التجارب في هذا الحقل لأنها قد تنتج سلالات من المخلوقات الخطرة, كالجراثيم والفيروسات ونحوها, فتنتشر في البيئة ويتعذر بعد ذلك القضاء عليها.

الخلاصة:
إن الهندسة الوراثية علم حديث يبني عليه العلماء الكثير من الآمال, ولكنه في الوقت نفسه علم ينطوي على محاذير فادحة, ولهذا يحتاج إلى الكثير من التروي والتأمل قبل إصدار الأحكام الشرعية فيه, سواء كانت بالحِلِّ أم الحُرْمَة, علماً بأن معظم دول العالم قد حظرت مبدئياً إجراء بعض تجارب الهندسة الوراثية التي يتخوف العلماء من نتائجها على بني البشر, بل على الحياة كلها فوق كوكبنا الجميل.. الأرض!


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب الاسم أولا